-->

شريط الأخبار

جدري القرود

 



جدري القرود ما تحتاج لمعرفته عن هذا المرض الفيروسي وأسرار الوقاية منه

مرض جدري القردة، الذي كان يعتبر سابقًا نادرًا ويقتصر على مناطق معينة في أفريقيا، أصبح مؤخرًا محور اهتمام عالمي. وقد زادت الحالات المبلغ عنها في العديد من البلدان حول العالم، مما أثار قلق الخبراء الصحيين والباحثين. جدري القردة هو مرض فيروسي يمكن أن ينتقل من الحيوانات إلى البشر، ويُعتبر مشابهًا إلى حد ما لمرض الجدري البشري الذي تم القضاء عليه في الثمانينات. ومع ذلك، يظل هذا المرض أقل خطورة من حيث معدل الوفاة والمضاعفات. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل الأعراض المختلفة لجدري القردة، وكيفية انتقاله، وطرق الوقاية منه، مع التركيز على توفير معلومات دقيقة وشاملة.

ماهو جدري القردة؟

جدري القردة هو مرض فيروسي نادر ينتقل من الحيوانات إلى البشر وينتمي إلى نفس عائلة الفيروسات التي تسبب الجدري. تم اكتشافه لأول مرة في عام 1958 عندما ظهرت حالات مشابهة للجدري في مستعمرات القرود المستخدمة في الأبحاث، ومن هنا جاءت تسميته. الفيروس المسبب لهذا المرض هو فيروس جدري القردة، وهو من فيروسات الحمض النووي الريبوزي (DNA) ويتميز بقدرة كبيرة على البقاء في البيئة مقارنة بالفيروسات الأخرى.

أعراض جدري القردة

تبدأ أعراض جدري القردة عادةً بعد فترة حضانة تتراوح بين 5 إلى 21 يومًا، مع متوسط فترة حضانة تصل إلى حوالي 12 يومًا. يمكن تقسيم الأعراض إلى مرحلتين رئيسيتين:

المرحلة الأولى: الأعراض الأولية

  • الحمى: تعتبر الحمى من الأعراض الأولية الأكثر شيوعًا، حيث يبدأ المرض بارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة.
  • الصداع: يعاني المصابون من صداع شديد، قد يكون مزمنًا ومصحوبًا بشعور بالدوار.
  • آلام العضلات: تنتشر آلام العضلات في جميع أنحاء الجسم، مما يزيد من شعور الإرهاق والتعب.
  • انتفاخ الغدد الليمفاوية: هذه العلامة تعتبر فريدة من نوعها في مرض جدري القردة مقارنة بالجدري البشري. يتورم الغدد الليمفاوية، خاصةً في منطقة الرقبة وتحت الفك.
  • الشعور بالإعياء: يترافق المرض مع شعور عام بالإرهاق والتعب الشديدين.

المرحلة الثانية: ظهور الطفح الجلدي



  • ظهور الطفح الجلدي: بعد 1-3 أيام من بداية الحمى، يبدأ الطفح الجلدي في الظهور. يبدأ الطفح عادةً على الوجه ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، بما في ذلك اليدين والقدمين.
  • تطور البثور: تتطور البثور من بقع مسطحة إلى فقاعات مملوءة بالسوائل تشبه تلك الموجودة في حالات الجدري.
  • تقرحات جلدية: تتحول الفقاعات بعد فترة إلى تقرحات تتكون من قشور، والتي تسقط في النهاية تاركةً ندوبًا في بعض الأحيان.

طرق انتقال العدوى

ينتقل فيروس جدري القردة إلى البشر عبر الاتصال المباشر مع الحيوانات المصابة أو عبر ملامسة سوائل جسمها. تعتبر القوارض، مثل الجرذان والسناجب، وكذلك القرود، من أكثر الحيوانات التي يمكن أن تنقل هذا الفيروس. يمكن أيضًا أن ينتقل الفيروس بين البشر، ولكن هذا النوع من الانتقال أقل شيوعًا.

انتقال العدوى من الحيوان إلى الإنسان

  • الملامسة المباشرة: ملامسة جلد أو فراء الحيوانات المصابة يمكن أن يؤدي إلى انتقال الفيروس.
  • العض أو الخدش: العض أو الخدش من قبل حيوان مصاب يزيد من فرص الإصابة.
  • استهلاك اللحوم غير المطهوة جيدًا: تناول اللحوم النيئة أو غير المطهوة جيدًا من الحيوانات المصابة يعد طريقًا آخر للعدوى.

انتقال العدوى من الإنسان إلى الإنسان

  • الرذاذ التنفسي: يمكن أن ينتقل الفيروس عبر الرذاذ التنفسي، خاصةً في حال التواجد بالقرب من شخص مصاب لفترة طويلة.
  • ملامسة السوائل الجسدية: يمكن أن ينتقل الفيروس عبر ملامسة سوائل الجسم من شخص مصاب مثل الدم أو القيح الناتج عن الطفح الجلدي.
  • ملامسة الأسطح الملوثة: يمكن أن ينتقل الفيروس عن طريق ملامسة الأسطح أو الأشياء الملوثة بالفيروس، مثل الفراش أو الملابس.

الوقاية من جدري القردة

نظرًا لأن جدري القردة يمكن أن يكون خطيرًا، خاصة في حالات الانتشار الواسع، فإن الوقاية منه تعتبر خطوة أساسية في مكافحة هذا المرض.

الوقاية على مستوى الفرد

  • التطعيم: رغم أنه لا يوجد لقاح مخصص لجدري القردة حتى الآن، إلا أن لقاح الجدري البشري يوفر حماية جزئية ضد الفيروس.
  • الحماية الشخصية: ارتداء القفازات والملابس الواقية عند التعامل مع الحيوانات المحتمل إصابتها يمكن أن يقلل من خطر العدوى.
  • الحفاظ على النظافة الشخصية: غسل اليدين بانتظام باستخدام الصابون والماء يعد من أهم الإجراءات الوقائية.
  • تجنب ملامسة الحيوانات البرية: يُنصح بعدم ملامسة الحيوانات البرية، وخاصة القوارض والقرود، في المناطق التي تشهد تفشيًا لجدري القردة.

الوقاية على مستوى المجتمع

  • توعية الجمهور: نشر الوعي بين السكان حول طرق انتقال المرض وأعراضه يعد من أهم استراتيجيات الوقاية.
  • الرقابة الصحية: فرض رقابة صحية على السفر والتجارة في المناطق الموبوءة يمكن أن يساعد في تقليل انتشار المرض.
  • إجراءات العزل: عزل المرضى المشتبه بإصابتهم بجدري القردة يمكن أن يحد من انتشار الفيروس.
  • التعامل الآمن مع المرضى: يجب أن يكون هناك بروتوكولات صارمة للتعامل مع المرضى والمصابين، بما في ذلك استخدام المعدات الوقائية الشخصية للعاملين في الرعاية الصحية.

علاج جدري القردة

لا يوجد علاج محدد لجدري القردة حتى الآن، ولكن يمكن التعامل مع الأعراض وتقديم الرعاية الداعمة للمصابين لتخفيف حدة المرض وتسريع الشفاء. في بعض الحالات، قد يتم استخدام مضادات الفيروسات، مثل سيدوفوفير، لتقليل شدة العدوى. من المهم تقديم الرعاية الطبية العاجلة للمصابين، خاصةً لمن يعانون من ضعف في الجهاز المناعي.

مرض جدري القردة، رغم ندرته، يمثل تهديدًا صحيًا يمكن أن يتسبب في تفشيات مقلقة إذا لم يتم التعامل معه بجدية. من خلال فهمنا لأعراضه وطرق انتقاله وسبل الوقاية منه، يمكننا أن نتخذ الخطوات اللازمة لحماية أنفسنا ومجتمعاتنا. يلعب الوعي والتثقيف دورًا حيويًا في الحد من انتشار هذا المرض والوقاية من تفشيه. لذا، من الضروري متابعة المستجدات الصحية واتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب الإصابة بهذا المرض الفيروسي.